لا يخفى ما حل بدول العالم من تفاقم أزمة انتشار فيروس الكورونا، وعلى أثر انتشار المرض اتخذت مختلف الدول عدة إجراءات وقائية للحد من انتشارها ما أمكن تجنبًا لتردي الأوضاع الصحية وانهيار للمنظومة الطبية كما جرى في كثير من الدول كإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. وسعيًا لذلك تم تقليل التواصل فيما عرف بالتباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية الطبية من غسل للأيادي وإغلاق المحال التجارية وغالب المنظمات الحكومية كالمدارس والجامعات وغيرها، ولخصوصية الأمر لدى المسلمين في أرجاء المعمورة كافة، تم اتخاذ إجراءات وقائية تم على أثرها غلق المساجد ومنع إقامة الجمع والجماعات، وأصدرت كثير من المجامع الفقهية ووزارات الأوقاف فتاوى تتعلق بجواز إغلاق المساجد وتعليق الجمع والجماعات.
وبعد أن بدأ الانتشار تظهر بوادره في السودان، وإعلان وزارة الصحة أن البلاد دخلت في حالة الانتقال المجتمعي، أصدر نصر الدين مفرح – وزير الشؤون الدينية والأوقاف – في مساء الأربعاء الموافق 15/4/2020 قراراً بتعطيل صلوات الجمعة والجماعات بالمساجد بولاية الخرطوم، وقد وجد هذا القرار ردود أفعالٍ مختلفة، إلا أن كثيراً من أصحاب التوجه الديني أبدى رفضه أو امتعاضه من هذا القرار لعدّة أسباب، نحاول في الأسطر التالية استعراض هذا القرار ومناقشته من مناحٍ متعدّدة.